.
فواصل التمدد في الحوائط
لقد بدأ القدماء بعمل فواصل تمدد و كانت واضحة في الأسوار كما في الشكل 30 , و لاحظ أيضا أن المباني مقوسة إلى أعلى ثم إلى أسفل على التوالي حتى لا يؤثر التمدد على الحائط نفسه , كما أنه استعمل طريقة أخرى فيها نفس فكرة فواصل التمدد في الحوائط الطويلة بعملها معرجة كما بالشكل 31 .
و قد يحدث عند هبوط درجة الحرارة انكماش ذرات الأسمنت تدريجيا , و معامل التمدد يعتمد على مقدار الرطوبة الجوية و كذلك تغيير درجات حرارة الجو , و بالرغم من قلة معامل التمدد قد يحدث كسر بالبناء نتيجة لاختلاف طول البناء , لذلك يقسم البناء ذات الأطوال الكبيرة إلى أجزاء منفصلة كل الانفصال بعضها عن بعض بمسافات صغيرة لتلافي تأثير التمدد و الانكماش .
و بذلك ينفرد كل قسم في المبنى بتمدده و انكماشه . و يعمل أيضا في المنشآت المتكونة من أجزاء غير متكافئة , مع ملاحظة أنه لا تعمل فواصل في الأساسات إلا في حالة الهبوط .
رص الحجارة
ترص الحجارة مهما كان نوعها بحيث تكون مرتبطة تماما بعضها البعض في جميع اتجاهاتها , على أن تكون موضوعة مثل قالب الطوب عمودية على اتجاهات القوى المؤثرة على البنيان .
و تنتخب الحجارة الصلبة لأجزاء البنيان التي تكون متأثرة بقوى كبيرة و عظيمة مثل استعمال حجارة الآلة مع البناء بالدبش مثلا , و يحترس من عدم انتظام البناء في اتجاهات المؤثرات في نوع الأبنية المركبة التي لا تتوقف صلابتها على جودة أجناس الحجر فقط , بل على جودة المونة أيضا , و كذلك بالطريقة المتبعة في توطين الأحجار .
الشروط الواجب مراعاتها عند البناء بالأحجار
نعرض فيما يلي مجمل الشروط الواجب مراعاتها عند البناء بالحجارة :
يجب أن تكون الحجارة مربوطة بعضها ببعض لتحكم في جميع اتجاهاتها , و أن تكون موضوعة عموديا على اتجاهات التدافعات الواقعة عليها .
يجب أن تكون أجزاء البناء المحمل أثقال كبيرة و التي تكون عرضة للتقشيف , يجب أن تكون من مواد صلبة متينة .
في الأبنية المركبة يجب الاحتراس بقدر الإمكان , من عدم انتظام البناء في اتجاه التدافعات .
و من البديهي أن شروط مقاومة الأجزاء المختلفة في أي مبنى , و ارتباطها بعضها البعض , تتغير بتغير المواد المستعملة فيها ; فإذا كان المبنى مكونا من حجارة صغيرة المقاسات و من دبش أو من دقشوم , تكون صلابة البناء متعلقة بجودة المونة , أما باقي الأبنية المركبة من مواد مختلفة فإن صلابتها لا تتعلق بجودة المونة فحسب , بل تتعلق بها و بترتيب الأجناس المختلفة للحجارة .
و يحصل على الصلابة في الأبنية المتجانسة مثل المصنوعة من حجر الآلة أو الدستور من انتظام شكل الحجر , و تسوية سطوح لحاماته بحيث تكون الأجزاء المركب منها الحائط الواحد ملتحمة أجزائها ببعض و ملتصقة التصاقا جيدا حتى تكاد تكون كالقطعة الواحدة .
و طريقة ملئ العراميس تكون بغلق محيط المراقد و اللحامات , بالجبس أو بمونة متماسكة تماسكا كافيا , أو بمونة الأسمنت سريع الشك , و يترك في الجزء العلوي لللحامات جزء يصنع فيه شبه قمع تصب فيه المونة , و يجب الاهتمام بتقليب المونة على الدوام عند صبها كي تبقى جيدة التجانس .
أما طبقة المونة في اللحام الأفقي فيجب أن تكون من المونة المتماسكة نوعا ما , و لا تشتمل على رمل غليظ . و الدساتير الخشبية – و هي قطع صغيرة و رقيقة من الخشب بحجم الأصبع – في البناء بحجر الآلة و بحجارة الدستور مفيدة , و توضع في زوايا الحجر , و على مسافة 3 سم من الحروف لتجنب القلقلة , و بهذه الكيفية لا يؤثر ثقل الحجر على اللحام الأفقي فينقص سمكه , بل يظل اللحام حافظا للانتظام الذي تخلقه له الدساتير الخشبية .
و الشرط الضروري هو أن يراعى " قطع الحل " , و توضع الحجارة في البناء كوضعها الطبيعي بالجبل , أي على مراقدها , و يسمى هذا في عرف الحجارون " طارة في رجله " أو " طارة في صرصاره " , و لا تخالف هذه بأن يوضع الحجر في البناء و مرقده في وجه البناء , و يسميه الحجارون " طارة في وجهه " بمعنى أن المستويات الطبقية تكون رأسية فتتقشر الطبقات و تسقط غبارا ناعما . أنظر رسم 5 شكل 32 .
نبذة سريعة عن طرق بناء بعض المباني التاريخية .
بعد أن تعرفنا على كيفية البناء و المصطلحات المتعلقة به , و الشروط اللازمة , و غيرها , سوف أتكلم عن بعض المباني و كيفية بنائها .
ما زالت الآثار المصرية مجهولة بالنسبة لكثيرين , على الرغم من التطور التكنولوجي الرهيب , حيث أن طريقة بناء الهرم الأكبر على سبيل المثال لا الحصر مازالت مجهولة . بالنسبة لطريقة رفع الأحجار , يعتقد البعض أنه تم بناء مدرجات حولها لرفع الحجارة , و هناك من يعتقد بوجود سقالات كانت تستخدم لرفع الحجارة , و هناك من يعتقد بوجود قوى سحرية , و الآخر يرى أنه تم الرفع بواسطة تفريغ المنطقة من الجاذبية , و ما إلى ذلك . و هناك سر آخر محير . كيف تم تثبيت الأحجار جنبا إلى جنب في كل المباني المصرية ؟
هناك من يعتقد باستخدام الصمغ العربي المجلوب من السودان كمونة حيث أنه مادة لاصقة , و البعض الآخر يعتقد باستخدام مونة مكونة من الحجر الجيري و الرمل . و هناك الكثير .
بالنسبة لمباني الرومان تم استخدام الخرسانة كمونة لتثبيت الأحجار , فيما كان يعرف عندهم بالبوتسوانا , وهى تشابه الكلينكر الداخل فى صناعة الأسمنت .
في العصر الإسلامي تم استخدام الحجر الجيري و الرمل و الماء كمونة تساعد على تثبيت الأحجار .
و من ضمن عجائب الدنيا , أن برج بيزا المائل مائل بزاوية محسوبة , هل القدر جعل أحد جانبيها يهبط أم أنهم بنوها مائلة عن قصد .
أما في العصر الحديث فأصبحت المباني الخرسانة و الطوب و الحديد , مواد
أخرى كثيرة لم نسمع بها من قبل متينة صلبة سهلة الاستخدام .
المراجع
نظريات العمارة – مقرر السنة الأولى د / عرفان سامي
طبعة 1967
فن البناء في أصول الصناعة لأعمال البناء و النحت-الجزء الأول
م / حسين محمد أمين م / حسين محمد صالح
م / بطرس عوض الله م / عوض خليل الكيكي
الطبعة السادسة
المبادئ في تكنولوجيا العمارة د / عبد الفتاح عبد الجواد
الطبعة الأولى 1981