منارة الأسكندرية أو فنار الأسكندرية في العالم، تعتبر أول فكرة عن إرشاد السفن عن طريق الإضائة إلى الموانى ولهذا فإنها تعد أشهر منارة بحرية عبر التاريخ ، وقد بنى منارة الأسكندرية بطليموس الثاني عام 289 قبل الميلاد ، ويعتقد أن منشأه هو المهندس المعماري سوسترات دي كنيد حوالي عام297 ق.م في الطرف الشرقي من جزيرة فارس قرب الأسكندرية على صخرة في البحر، وتم تشييدها على شكل برج ضخم بلغ ارتفاعه نحو 124 متراً ، يتكون من ثلاث طبقات الأول مربع الشكل ، يشمل 400 حجرة ويرتفع نحو 60 متراً ، أما الطابق الثاني فهو ثماني الأضلاع ، ويرتفع نحــو 30 متراً ، أما الطابق الثالث فهو أسطواني الشكل يبلغ ارتفاعه نحو 15 متــــــراً وبداخله مجموعة من المرايا المحدبة التي تعكس اللهب لإرشاد السفن في البحر على بعد 30 ميلاً ، وزينت قمته بزخرفة علي شكل إفريز مزخرف بأشخاص تمثل بعض آلهة الموج ينفخون في صدفاتهم البحرية.وقد تعرضت هذه المنارة في سنة 1375م لزلزال شديد ، أدى إلى انهيارها ولم يبق منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليه قلعة قايتباي فــــي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. خليفة مسلم هدم منـــــــــــارة الأسكندرية التى تعتبر من عجائب الدنيا السبع
الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك بن مروان هدم منارة الأسكندرية طمعاً فى كنز قيل أنه يوجد تحته وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 32 / 167 كتب قائلاً : " ومنارة الإسكندرية أحد بنيان العالم العجيب بناها بعض البطالسة ملوك اليونانيين بعد وفاة الإسكندر بن فيليبس الملك لما كان بينهم وبين ملوك رومة من الحروب في البرّ والبحر فجعلوا هذه المنارة مرقبًا في أعاليها مرآة عظيمة من نوع الأحجار المشفة ليشاهد منها مراكب البحر إذا أقبلت من رومة على مسافة تعجز الأبصار عن إدراكها فكانوا يراعون ذلك في تلك المرآة فيستعدّون لهم قبل ورودهم وطول المنارة في هذا الوقت على التقريب مائتان وثلاثون ذراعًا وكان طولها قديمًا نحوًا من أربعمائة ذراع فهدمت على طول الأزمان وترادف الزلازل والأمطار لأنّ بلد الإسكندرية تمطر وليس سبيلها سبيل فسطاط مصر إذ كان الأغلب عليها أن لا تمطر إلا اليسير وبناؤها ثلاثة أشكال فقريب من النصف وأكثر من الثلث مربع الشكل بناؤه بأحجار بيض يكون نحوًا من مائة ذراع وعشرة أذرع على التقريب ثم من بعد ذلك مثمن الشكل مبني بالحجر والجص نحو من نيف وستين ذراعًا وحواليه فضاء يدور فيه الإنسان وأعلاها مدوّر.
وقد كان ملك الروم في ملك الوليد بن عبد الملك بن مروان أنفذ خادمًا من خواص خدمه ذا رأي ودهاء فجاء مستأمنًا إلى بعض الثغور فورد بآلة حسنة ومعه جماعة فجاء إلى الوليد فأخبره: أنه من خواص الملك وأنه أراد قتله لموجدةٍ وحال بلغته عنه لم يكن لها أصل وأنه استوحش ورغب في الإسلام فأسلم على يد الوليد وتقرّب من قلبه وتنصح إليه في دفائن استخرجها له من بلاد دمشق وغيرها من الشام بكتب كانت معه فيها صفات تلك الدفائن فلما صارت إلى الوليد تلك الأموال والجواهر شرهت نفسه واستحكم طمعه.
فقال له الخادم: يا أمير المؤمنين إنَّ ها هنا أموالًا وجواهر ودفائن للملوك فسأله الوليد عن الخبر.
فقال: تحت منارة الإسكندرية أموال ملوك الأرض وذلك أن الإسكندر احتوى على الأموال والجواهر التي كانت لشدّاد بن عاد وملوك مصر فبنى لها أزجًا تحت الأرض وقنطر لها الأقباء والقناطر والسراديب وأودعها تلك الذخائر من العين والورق والجوهر وبنى فوق ذلك هذه المنارة وكان طولها في الهواء ألف ذراع والمرآة في علوه والدبادبة جلوس حوله فإذا نظروا إلى العدوّ في البحر في ضوء تلك المرآة صوّتوا لمن قرب منهم ونشروا أعلامًا فيراها من بعد منهم فتحذر الناس وتنذر البلد فلا يكون للعدوّ عليهم سبيل.
فبعث الوليد مع الخادم بجيش وأناس من ثقاته وخواصه فهدم نصف المنارة من أعلاها وأزيلت المرآة فضج الناس من هذا وعلموا أ نها مكيدة وحيلة في أمرها فلما علم الخادم استفاضة ذلك وأنه سينم إلى الوليد وأنه قد بلغ ما يحتاج إليه هرب في الليل في مركب كان قد أعدّه وواطأ على ذلك فتمت حيلته وبقيت المنارة على ما ذكرنا إلى هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة.
المنارة كما تصورها أحد العلميين في مطلع القرن العشرين (تييرش، 1910)؛
وكان حوالي منارة الإسكندرية في البحر مغاص يخرج منه قطع من الجوهر يتخذ منه فصوص للخواتم أنواعًا من الجواهر يقال: إنّ ذلك من آلات اتخذها الإسكندر للشراب فلما مات كسرتها أمه ورمت بها في تلك المواضع من البحر ومنهم من رأى أن الإسكندر اتخذ ذلك النوع من الجواهر وغرّقه حول المنارة لكيلا تخلو من الناس حولها لأنّ من شأن الجوهر أن يكون مطلوبًا أبدًا في كل عصر ويقال: إنّ هذه المنارة إنما جُعلت المرآة في أعلاها لأنّ ملوك الروم بعد الإسكندر كانت تحارب ملوك مصر والإسكندرية فجعل من كان بالإسكندرية من الملوك تلك المرآة تُري من يرد في البحر من عدوّهم وكان من يدخلها يتيه فيها إلا أن يكون عارفًا بالدخول والخروج فيها لكثرة بيوتها وطبقاتها وممرّاتها.
نقش يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر لمنارة تتألف من خمسة طوابق تخيلها الفنان ج.ب. فيشر فون ايرلاخ ( محفوظات الصور التاريخية) الفنار والمغاربة
وقد ذكر: أن المغاربة حين وافوا في خلافة المقتدر في جيش صاحب المغرب دخل جماعة منهم على خيولهم إلى المنارة فتاهوا فيها وفي طرق تؤول إلى مهاوٍ تهوي إلى السرطان الزجاج وفيه مخارق إلى البحر فتهوّرت دوابهم وفقد منهم عدد كثير وعلم بهم بعد ذلك وقيل: إن تهوّرهم كان على كرسيّ لها قدّامها وفي المنارة مسجد في هذا الوقت يرابط فيه مطوّعة المصريين وغيرهم.
الزلزال يهدم الفنار
وفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة سقط رأس المنارة من زلزلة ويقال: إنّ منارة الإسكندرية كانت مبنية بحجارة مهندمة مضببة برصاص على قناطر من الزجاج وتلك القناطر على ظهر سرطان وكان في المنارة ثلثمائة بيت بعضها فوق بعض وكانت الدابة تصعد بحملها إلى سائر البيوت من داخل المنارة ولهذه البيوتات طاقات تشرف على البحر وكانت على الجانب الشرقيّ من المنارة كتابة عُرّبت فإذا هي: بنت هذه المنظرة قريبا بنت مرينوس اليونانية لرصد الكواكب.
ويتكلم »المقريزي« عن بناء »المنارة« فيقول أنه ثلاثة أشكال. فأكثر من الثلث مربع الشكل تم بناؤه بأحجار بيضاء وطوله حوالي 100 ذراع. ثم بعد ذلك جزء مثمن (ثماني) الشكل مبني بالحجر والجص أكثر من 60 ذراعا وحواليه فضاء يدور فيه الانسان وأعلاه دائري
وكان أحمد بن طولون قد رمم شيئا من المنا رة وجعل في أعلاه قبة خشبية ليصعد اليها من داخلها.. وفي الجهة الشمالية من المنارة كتابة بالرصاص بقلم يوناني طول كل حرف ذراع في عرض شبر ومقدارها من الأرض نحو 100 ذراع وماء البحر قد بلغ أصلها وقد تهدم أحد أركانها الغربية مما يلي البحر. فقام ببنائه »أبو الجيشخ ماروية بن أحمد بن طولون« وبينها وبين الاسكندرية حوالي ميل وهي على طرف لسان من الأرض ومبنية على فم ميناء الاسكندريةأحمد بن طولون« على الاسكندرية بنى في أعلى »المنارة« قبة من الخشب فأخذتها الريح، وفي أيام »الظاهر بيبرس« تداعت بعض أركان المنارة فأمر ببناء ما هدم منها وبنى مكان هذه القبة الخشبية (أعلى المنارة) مسجدا يتبرك الناس بالصلاة فيه.. إلا أن المسجد قد هدم عام 702 هـ ثم أعيد بناؤه على يد الأمير »ركن الدين بيبرس
المنارة« كانت بعيدة عن البحر إلى أنه بمرور الزمن هاج البحر وغرق مواضع كثيرة وكنائس عديد ة بمدينة الاسكندرية ولم يزل يغلب علي المتهدم من المنارة بعد ذلك ويأخذ منها شيئا فشيئا حتى اختفت تماما
وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 33 / 167 كتب قائلاً : " وكان أحمد بن طولون رم شيئًا منها وجعل في أعلاه قبة من الخشب ليصعد إليها من داخلها وهي مبسوطة موربة بغير درج وفي الجهة الشمالية من المنارة كتابة برصاص مدفون بقلم يونانيّ طول كلّ حرف ذراع في عرض شبر ومقدارها على جهة الأرض نحو من مائة ذراع وماء البحر قد بلغ أصلها وقد كان تهدّم أحد أركانها الغربية مما يلي البحر.فبناها أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وبينها وبين مدينة الإسكندرية في هذا الوقت نحو من ميل وهي على طرف لسان من الأرض قد ركب البحر جنبتيه وهي مبنية على فم ميناء الإسكندرية وليس بالميناء القديم لأنّ القديم في المدينة العتيقة لا ترسي فيه المراكب لبعده عن العمران والميناء هو الموضع الذي ترسي فيه مراكب البحر.
وأهل الإسكندرية يخبرون عن أسلافهم أنهم شاهدوا بين المنارة وبين البحر نحوًا مما بين المدينة والمنارة في هذا الوقت فغلب عليه ماء البحر في المدّة اليسيرة وأنّ ذلك في زيادة قال: وتهدّم في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وثلثمائة نحو من ثلاثين ذراعًا من أعاليها بالزلزلة التي كانت ببلاد مصر وكثير من بلاد الشام والمغرب في ساعة واحدة على ما وردت به علينا الأخبار المتواترة ونحن بفسطاط مصر وكانت عظيمة جدًّا مهولة فظيعة أقامت نحو نصف ساعة زمانية وذلك لنصف يوم السبت لثمان عشرة خلت من هذا الشهر وهو الخامس من كانون الآخر والتاسع من طوبة وكان لهذه المنارة مجمع في يوم خميس العدس يخرج سائر أهل الإسكندرية إلى المنارة من مساكنهم بمآكلهم ولا بد أن يكون فيها عدس فيفتح باب المنار ويدخله الناس فمنهم من يذكر اللّه ومنهم من يصلي ومنهم من يلهو ولا يزالون إلى نصف النهار ثم ينصرفون ومن ذلك اليوم يحترس على البحر من هجوم العدوّ.
وكان في المنارة قوم مرتبون لوقود النار طول الليل فيقصد ركاب السفن تلك النار على بعد فإذا رأى أهل المنار ما يريبهم أشعلوا النار من جهة المدينة فإذا رآها الحرس ضربوا الأبواق والأجراس فيتحرّك عند ذلك الناس لمحاربة العدوّ.
ويقال: إنّ المنار كان بعيدًا عن البحر فلما كان في أيام قسطنطين بن قسطنطين هاج البحر وغرّق مواضع كثيرة وكنائس عديدة بمدينة الإسكندرية ولم يزل يغلب عليها بعد ذلك ويأخذ منها شيئًا بعد شيء.
وذكر بعضهم: أنه قاسه فكان مائتي ذراع وثلاثة وثلاثين ذراعًا وهي ثلاث طبقات الطبقة الأولى: مربعة وهي مائة وإحدى وعشرون ذراعًا ونصف ذراع والطبقة الثانية: مثمنة وهي: إحدى وثمانون ذراعًا ونصف ذراع والطبقة الثالثة: مدوّرة وهي إحدى وثلاثون ذراعًا ونصف ذراع.
وذكر ابن جبير في رحلته: أن منار الإسكندرية يظهر على أزيد من سبعين ميلًا وأنه ذرع أحد جوانبه الأربعة في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة فأناف على خمسين ذراعًا وأنّ طول المنار أزيد من مائة وخمسين قامة وفي أعلاه مسجد يتبرّك الناس بالصلاة فيه.
ولما استولى أحمد بن طولون على الإسكندرية بنى في أعلى المنار قبة من خشب فأخذتها الرياح وفي أيام الظاهر بيبرس تداعى بعض أركان المنار وسقط فأمر ببناء ما انهدم منه في سنة ثلاث وسبعين وستمائة وبنى مكان هذه القبة مسجد أو هدم في في الحجة سنة اثنتين وسبعمائة عند حدوث الزلزلة ثم بنى في شهور سنة ثلاث وسبعمائة على يد الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير وهو باق إلى يومنا هذا وللّه در الوجيه الدرويّ حيث يقول في منار الإسكندرية: لبست بها بردًا من الإنس صافيًا فكان بتذكار الأحبة معلما وقد ظللتني من ذراها بقبة ألاحظ فيها من صحابي أنجما فخيِّل أنّ البحر تحتي غمامة وأني قد خيمت في كبد السما وقال ابن قلاقس من أبيات: ومنزلٌ جاوز الجوزاء مرتقيا كأنما فيه للنسرين أوكار راسي القرارة سامي الفرع في يده للنون والنور أخبار وأخبار أطلقت فيه عنان النظم فاطردت خيل لها في بديع الشعر مضمار وقال الوزير أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد ربه: لله در منار إسكندرية كم يسمو إليه على بعدٍ من الحدق من شامخ الأنف في عرنينه شمم كأنه باهت في دارة الأفق للمنشآت الجواري عند رؤيته كموقع النوم في أجفان ذي أرق وقال عمر بن أبي عمر الكندي في فضائل مصر: ذكر أهل العلم أن المنارة كانت في وسط الإسكندرية حتى غلب عليها البحر فصارت في جوفه ألا ترى الأبنية والأساسات في البحر وقال عبد اللّه بن عمر: وعجائب الدنيا أربعة: مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان يجلس الجالس تحتها فيرى مَنْ بالقسطنطينية وبينهما عرض البحر وذكر الثلاثة.
أين هى منارة الأسكندرية الآن ؟
*** فنار فاروس قد اصيب بما لا يقل عن اثنين وعشرين زلزالا عنيفا ومدمرا .
*** في عام796 انهار الطابق الثالث .
*** بعد مضي قرن كامل قام الوالي ابن طولون ببناء مصلي علي قمة الطابق الثاني : فتحول الفنار بذلك الي أعظم مساجد العالم ارتفاعا. أما صلاح الدين فقد أجري فيه عدة إصلاحات عام1272 .
*** فى عام عام 1303 م ذكر إبن بطوطة ان الفنار كان قد تهدم وتحول الي أطلال , واصبح من المستحيل الدخول من بابه او حتي الوصول اليه.
*** في عام1477 كان فنار الأسكندرة قد تحول الي أطلال, عندما قام السلطان المملوكي : قايتباي بتشييد قلعة حصينة فوق نفس موقعه
فاستعان بالأطلال المتبقية من الفنار في إقامة قلعة في هذه المدينة, يمكن زيارتها في ايامنا هذه. وبتفحص أحجار بنائها يمكن ملاحظة بعض العناصر العريقة القدم التي ترجع, بدون ادني شك الي هذا البرج العملاق الشهير: فاروس فنار الاسكندرية (1) .