يعود اختراع الورق إلى الألف الثالث قبل الميلاد (حوالي 2700 ق.م) فقد اخترع المصريون القدماء مادة صالحة للكتابة، مع سهولة الحصول على هذه المادة بثمن في متناول الأيدي، وهي ورق البردي، وكان ذلك من أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية.
وقبل ذلك كانت الكتابة (التي ظهرت في الألف الرابع قبل الميلاد) مقصورة على الحجر أو اللوحات الطينية والتي استخدمها السومريون وفضلوا الكتابة عليها ووجدوها أقرب إلى التداول، وأيسر في التكلفة من قطع الحجر، وهي لوحات مكونة من طمي نقي ناعم، ويصب في قوالب ذات أشكال متعارف عليها، فتخرج اللوحة على هيئة القرص مسطحة الوجهين، أو على هيئة ربع الدائرة مستوية السطح محدبة الظهر، أو على هيئة المستطيل، وقد تكون اللوحة على هيئة المخروط، وتترك على حالها، بعد الكتابة أو تجفف في حرارة عادية بحيث تكتسب صلابة مناسبة.
وورق البردي هو نوع قديم من الورق المصنوع من نبات البردي وهو نبات طويل من العائلة الخيمية (Cyperus Papyrus) تمتد سيقانه إلى أعلى وهى ذات مقطع مثلث الشكل ، وأزهاره خيمية الشكل ويرتفع نبات البردي من خمسة إلى تسعة أمتار
وقد أشتقت كلمة Paper الأنجليزية من اللفظ الأغريقي Papyros الذى يعتقد أنه مشتق من للفظ لمصرى القديم Papuro ومعناه الملكة حيث كان صنع الورق أحتكارا ملكياً
كان أول استخدام لورق البردي كان في مصر القديمة وخصوصا في دلتا النيل ، وأنتقلت بعدها في العصور القديمة إلى فلسطين وصقلية ، واستخدم الورق في كل نواحي مناطق البحر المتوسط، وبعض مناطق أوروبا وجنوب غربي آسيا ، وقد وصل إلينا من العصر اليونانى والرومانى عدد كبير نسبياً من النصوص المكتوبة على ورق البردى ، ومعظم هذه النصوص عثر عليها في مصر
ورق البردى كان يصنع من ساق تلك النبتة التى توجد تحت الماء والتى يمكن أن يصل عرضها إلى عرض يد الإنسان. وبعد أن تزال كانت الساق تقسم إلى شرائح طولية تمتد إلى متر تقريباً أو ثلاث أقدام ثم توضع الشريحة فوق الأخرى بشكل عمودى. وبعد ذلك كانت الشرائح تغمر بمياه النيل ثم تجفف تحت أشعة الشمس وتصقل بعد ذلك وتسوى أطراف الورقة الناتجة أخيراً بحيث لا يتعدى طول الصفحة 25- 30سم أو من 10 إلى 12 بوصة
وإذا كان الأمر يتعلق بنص طويل فقد كانت تلصق عدة صفحات من هذا النوع بحيث يتشكل شريط يتراوح طوله من 6 إلى 10 أمتار أو من 20 إلى 33 قدم. وفى حالات نادرة كان الشريط الواحد يمتد إلى 40 متراً أو 131 قدم وأحياناً أكثر من ذلك. وقد كان الشريط من هذا النوع يلف حول عود من الخشب أو من العاج كان يدعى "أومفالوس" من قبل اليونانيين و"أمبليكس" من قبل الرومانيين. أما اللفافة من ورق البردى فقد دعيت توموس أو كيليندروس فى اليونانية وفوليمون فى اللاتينية
في مصر هناك معاهد للرسم على ورق البردي ويمكن لكل انسان يذهب لزيارة مصر اقتناء هذه اللوحات من هذه الاماكن المتخصصة وتكون أسعارها أعلى من سعر السوق ولكنها تدوم لمدة طويلة ولا تتاثر الالوان بالجو بسهولة ويبقى الورق محافظ على شكله.